بالأنبار قوم لا يرتقون في الخلافة والفضل بعلي بن أبي طالب، منهم الوضاح بن حسان رجل من الأعاجم، وكان إسحاق بن البهلول يحضر مجلسه، والناس متوافرون عليه لعلو إسناده، فصار إسحاق إليه يوما وهو يحدث في مسجده، وحواليه زهاء ألف إنسان، فسأله عن علي بن أبي طالب، فلم يلحقه بأبي بكر وعمر وعثمان، فخرق إسحاق دفترا كان بيده فيه سماع منه له، وضرب به رأسه، فانفض الناس عن الوضاح، وأقعد إسحاق في مكانه رجلا كان أقام بالأنبار ثم خرج إلى الثغر يعرف بسمرة بن حجر الخراساني صاحب سنة، فحدث بفضائل الأربعة من أصحاب النبي ﷺ وكتب عنه إسحاق فكتب الناس عنه.
٤٧٥٧ - سويد بن سعيد بن سهل بن شهريار، أبو محمد الهروي.
سكن حديثة النورة على فراسخ من الأنبار، وقدم بغداد، وحدث بها عن مالك بن أنس، وحفص بن ميسرة، وشريك بن عبد الله، وإبراهيم بن سعد، وعلي بن مسهر، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وسفيان بن عيينة، وأبي معاوية الضرير.
رَوَى عنه إبراهيم بن هانئ النيسابوري، ويعقوب بن شيبة، ومُحَمد بن عبد الله الحضرمي، وأبو علي المعمري، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وعبيد العجل، وأحمد بن محمد بن الجعد الوشاء، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، وعبد الله بن محمد بن ناجية، ومُحَمد بن محمد الباغندي، وأبو القاسم البغوي.
وكان قد كف بصره في آخر عمره، فربما لقن ما ليس من حديثه، ومن سمع منه وهو بصير فحديثه عنه حسن.