فقال الكسائي: الرفع والنصب جائزان، فقال سيبويه: الرفع صواب، والنصب لحن، فعلت أصواتهما بهذا، فقال يحيى: أنتما عالمان ليس فوقكما أحد يستفتى، ولم نبلغ من هذا العلم مبلغا، نشرف به على الصواب من قولكما، فما الذي يقطع ما بينكما؟ فقال الكسائي: العرب الفصحاء المقيمون على باب أمير المؤمنين الذي نرتضي فصاحتهم، تحضرهم فتسألهم عما اختلفنا فيه، فإن عرفوا النصب علمت أن الحق معي، وإن لم يعرفوه علمت أن الحق معه، فأشار إلى بعض الغلمان، فلم يكن إلا ساعة حتى حضر منهم خلق كثير، فقال لهم يحيى: كيف تقولون: خرجت فإذا عبد الله قائم، فلما وقعت المسألة في أسماعهم، تكلم بها بعضهم بالنصب، وبعضهم بالرفع، فلما كثر النصب أطرق سيبويه، فقال الكسائي: أعز الله الوزير إنه لم يقصدك من بلده إلا راجيا فضلك، ومؤملا معروفك، فإن رأيت أن لا تخيله مما أمل. قال: فدفعت إليه بدرة اختلف فيها الناس، فقال بعضهم: كانت من يحيى، وقال آخرون: كانت من الكسائي، فقال بعض الجهال: إن الكسائي واطأ الأعراب من الليل حتى تكلموا بالذي أراده، وهذا قول لا يعرج عليه؛ لأن مثل هذا لا يخفى على الخليفة والوزير وأهل بغداد أجمعين
٦٤٩٨ - علي بن المبارك بن عبد الله المسروري.
حَدَّثَ عن عبد الأعلى بن حماد النرسي، وإبراهيم بن سعيد الجوهري. رَوَى عنه أحمد بن كامل، ومُحَمد بن جعفر زوج الحرة، وعمر بن محمد بن سبنك، وعلي بن عمر السكري.
أخبرنا أحمد بن الحسين بن علي بن عمر الحضرمي، قال: حدثنا جدي، قال: حدثنا علي بن المبارك، قال: حدثنا عبد الأعلى بن حماد النرسي، قال: حدثنا الحمادان: حماد بن زيد وحماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك، عن النبي ﷺ: أن رجلا ممن كان قبلكم كان له مركب في البحر، وكان يبيع الخمر ويشوبه بالماء، وكان معه في المركب قرد ينظر إلى ما يفعل، فلما استتم ما في المركب من الخمر أخذ القرد الكيس، وصعد