كنت المقوم من زيغ ومن ظلع … وفاك نصحا وتسديدا وتأديبا
وكنت جامع أخلاق مطهرة … مهذبا من قراف الجهل تهذيبا
فإن تنلك من الأقدار طالبة … لم يثنها العجز عما عز مطلوبا
فإن للموت وردا ممقرا فظعا … على كراهته لا بد مشروبا
إن يندبوك فقد ثلت عروشهم … وأصبح العلم مرثيا ومندوبا
ومن أعاجيب ما جاء الزمان به … وقد يبين لنا الدهر الأعاجيبا
أن قد طوتك غموض الأرض في لحف … وكنت تملأ منها السهل واللوبا
٥٤٠ - محمد بن جمعة بن خلف، أبو قريش القهستاني.
كان ضابطا متقنا حافظا، كثير السماع والرحلة، جمع المسندين على الرجال والأبواب، وصنف حديث الأئمة: مالك، والثوري، وشعبة، ويحيى بن سعيد، وغيرهم. وكان يذاكر بحديثهم حفاظ عصره فغلبهم.
سمع محمد بن حميد الرازي، وأحمد بن منيع البغوي، ومحمد بن زنبور المكي، وأبا كريب محمد بن العلاء الهمداني، وإبراهيم بن أحمد بن يعيش، ويحيى بن حكيم المقوم، وعلي بن سعيد بن شهريار، ومحمد بن المثنى العنزي، وسلم بن جنادة، ومحمد بن سهل بن عسكر، وعبد الجبار بن العلاء، وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي، ومحمد بن حسان الأزرق.
وانتشر حديثه بخراسان وقدم بغداد وحدث بها، فروى عنه من أهلها محمد بن مخلد الدوري، وأبو بكر الشافعي.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، ومحمد بن عبد الله بن شهريار، قال أبو نعيم: حدثنا، وقال محمد: أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال: حدثنا