للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من صاحب الدهر لم يعدم مجلجلة … يظل منها طوال العيش منكوبا

إن الرزية لا وفر تزعزعه … أيدي الحوادث تشتيتا وتشذيبا

ولا تفرق ألاف يفوت بهم … بين يغادر حبل الوصل مقضوبا

لكن فقدان من أضحى بمصرعه … نور الهدى وبهاء العلم مسلوبا

أودي أبو جعفر والعلم واصطحبا … أعظم بذا صاحبا إذ ذاك مصحوبا

إن المنية لم تتلف به رجلا … بل أتلفت علما للدين منصوبا

أهدى الردى للثرى إذ نال مهجته … نجما على من يعادي الحق مصبوبا

كان الزمان به تصفو مشاربه … فالآن أصبح بالتكدير مقطوبا

كلا وأيامه الغر التي جعلت … للعلم نورا وللتقوى محاريبا

لا ينسري الدهر عن شبه له أبدا … ما استوقف الحج بالأنصاب أركوبا

أوفى بعهد وأورى عند مظلمة … زندا وآكد إبراما وتأديبا

منه وارصن حلما عند مزعجة … تغادر القلبي الذهن منخوبا

إذا انتضى الرأي في إيضاح مشكلة … أعاد منهجها المطموس ملحوبا

لا يعزب الحلم في عتب وفي نزق … ولا يجرع ذا الزلات تثريبا

لا يولج اللغو والعوراء مسمعه … ولا يقارف ما يغشيه تأنيبا

إن قال قاد زمام الصدق منطقه … أو آثر الصمت أولى النفس تهييبا

لقلبه ناظرا تقوى سما بهما … فأيقظ الفكر ترغيبا وترهيبا

تجلو مواعظه رين القلوب كما … يجلو ضياء سنا الصبح الغياهيبا

سيان ظاهره البادي وباطنه … فلا تراه على العلات مجدوبا

لا يأمن العجز والتقصير مادحه … ولا يخاف على الإطناب تكذيبا

ودت بقاع بلاد الله لو جعلت … قبرا له فحباها جسمه طيبا

كانت حياتك للدنيا وساكنها … نورا فأصبح عنها النور محجوبا

لو تعلم الأرض ما وارت لقد خشعت … أقطارها لك إجلالا وترحيبا

<<  <  ج: ص:  >  >>