يدق فقلت: من هذا؟ فقال: من إذا خرجت إليه رأيته، فخرجت فرأيت رجلا راكبا على حمار عليه طيلسان أسود، وعلى رأسه قلنسوة طويلة ومعه خادم، فقال لي: أنت الذي تقول [من المنسرح]:
أقول للسقم عد إلى بدني حبا لشيء يكون من سببك قال: قلت: نعم. قال: أحب أن تنزل لي عنه، فقلت: وهل ينزل الرجل عن ولده؟ فتبسم ثم قال: يا غلام أعطه ما معك، فأومأ إلي بصرة في ديباجة سوداء مختومة، فقلت: إني لا أقبل عطاء من لا أعرفه، فمن أنت؟ فقال: أنا إبراهيم بن المهدي.
أخبرني علي بن أيوب القمي، قال: أخبرنا محمد بن عمران المرزباني، قال: أخبرني محمد بن يحيى، قال: حدثني الحسين بن إسحاق، قال: حدثني أبو الهيثم خالد بن يزيد الكاتب الشاعر، قال: لما بويع إبراهيم بن المهدي بالخلافة، طلبني وقد كان يعرفني، وكنت متصلا ببعض أسبابه، فأدخلت إليه، فقال: يا خالد أنشدني من شعرك، فقلت: يا أمير المؤمنين، ليس شعري من الشعر الذي قال فيه رسول الله ﷺ: إن من الشعر حكما. وإنما أمزح وأهزل، وليس مما ينشده أمير المؤمنين، فقال لي: لا تقل هذا يا خالد؛ فإن جد الأدب وهزله جد، أنشدني فأنشدته [من الرمل]:
عش فحبيك سريعا قاتلي والضنى إن لم تصلني واصلي ظفر الشوق بقلب كمد فيك والسقم بجسم ناحل فهما بين اكتئاب وبلى تركاني كالقضيب الذابل وبكى العاذل لي من رحمة فبكائي لبكاء العاذل فاستملح ذلك ووصلني.
٤٣٦٢ - خالد بن أحمد بن خالد بن حماد بن عمرو بن مجالد بن