من قابل رأيت الناس بعرفات ما رأيت قط أكثر منهم، ولا أكثر خشوعا وتضرعا ودعاء، فأعجبني ذلك، فقلت: اللهم من لم تقبل حجته من هذا الخلق فاجعل ثواب حجتي له، وأفضنا من عرفات وبتنا بجمع، فرأيت في المنام هاتفا يهتف بي تتسخى علينا، وأنا أسخى الأسخياء، وعزتي وجلالي ما وقف هذا الموقف أحد قط إلا غفرت له، فانتبهت فرحا بهذه الرؤيا، فرأيت يحيى بن معاذ الرازي، وقصصت عليه الرؤيا، فقال: إن صدقت رؤياك فإنك تعيش أربعين يوما، فلما كان يوم أحد وأربعين جاؤوا إلى يحيى بن معاذ الرازي فقالوا: إن أبا تراب مات، فغسله ودفنه.
أخبرنا أحمد بن علي المحتسب، قال: حدثنا أبو عبد الرحمن السلمي أن أبا تراب توفي في البادية، قيل: نهشته السباع سنة خمس وأربعين ومائتين.
٦٧١٢ - عوام بن إسماعيل.
حَدَّثَ عن أبي بدر شجاع بن الوليد، وعلي بن عاصم. رَوَى عنه: أحمد بن علي الأبار.
قرأت على البرقاني، عن أبي إسحاق المزكي، قال: أخبرنا محمد بن إسحاق السراج، قال: مات العوام بن إسماعيل ببغداد سنة سبع وأربعين ومائتين.
٦٧١٣ - عنبس بن إسماعيل القزاز.
حَدَّثَ عن أصرم بن حوشب وشعيب بن حرب ومجاشع بن عمرو. رَوَى عنه: ابنه محمد، ومُحَمد بن مخلد العطار.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، قال: أخبرنا محمد بن مخلد العطار، قال: حدثنا عنبس بن إسماعيل القزاز، قال: حدثنا شعيب بن حرب، قال: حدثنا سفيان الثوري، عن مالك بن أنس، قال: حدثنا