أنشد إلى أن مضيت في أكثر من مِائَة بيت، فصفح منها عدة أوراق، وقال: أنشد من هاهنا. فأنشدت مقدار مِائَة بيت أخر، فصفح إلى أن قارب آخرها بماِئَة بيت، وقال: أنشد من هاهنا، فأنشدته من مِائَة بيت منها إلى آخرها، فهاله ما رآه من حسن حفظي، فضمني إليه وقبل رأسي وعيني، وقال: بالله يا بني لا تخبر بهذا أحدا، فإني أخاف عليك العين.
وقال أيضا: حفظني أبي وحفظت بعده من شعر أبي تمام والبحتري سوى ما كنت أحفظه لغيرهما من المحدثين والقدماء مائتي قصيدة. قال: وكان أبي وشيوخنا بالشام يقولون: من حفظ للطائيين أربعين قصيدة، ولم يقل الشعر فهو حمار في مسلاخ إنسان، فقلت: الشعر وسني دون العشرين، وبدأت بعمل مقصورتي، يعني التي أولها [من الرجز]:
لولا التناهي لم أطع نهي النهى أي مدى يطلب من جاز المدى أخبرنا التنوخي، قال: حدثني أبي أن جدي مات بالبصرة في يوم الثلاثاء لسبع خلون من شهر ربيع الأول سنة اثنتين وأربعين وثلاثمِائَة، ودفن من الغد في تربة اشتريت له بشارع المربد.
٦٤٤١ - علي بن محمد بن عقبة بن همام بن الوليد بن عبد الله بن الحمارس بن سلمة بن سمير بن أسعد بن همام بن مرة بن ذهل بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان، أبو الحسن الشيباني الكوفي.
قَدِمَ بغداد، وحدث بها عن الخضر بن أبان الهاشمي، وإبراهيم بن أبي