إسحاق، وهو مولى لجرم بن ريان، وجرم من قبائل اليمن، وقال أبو العباس: محمد بن يزيد هو مولى لبجيلة بن أنمار بن أراش بن الغوث، قال أبو سعيد: أخذ أبو عمر النحو عن الأخفش وغيره، ولقي يونس بن حبيب، ولم يلق سيبويه، وأخذ اللغة عَن أبي عبيدة، وأبي زيد، والأصمعي، وطبقتهم، وكان ذا دين، وأخا ورع.
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، قال: أخبرنا محمد بن جعفر التميمي بالكوفة، قال: أخبرنا أبو الحسن العروضي، قال: أخبرنا أبو إسحاق الزجاج، قال: سمعت أبا العباس المبرد يقول: كان الجرمي أثبت القوم في كتاب سيبويه، وعليه قراءة الجماعة، وكان عالما باللغة حافظا لها، وله كتب انفرد بها.
وقال العروضي أيضا: أخبرنا الزجاج عن محمد بن يزيد قال: كان الجرمي جليلا في الحديث والأخبار، وله كتاب في السيرة عجيب.
أخبرني علي بن أبي علي، قال: حدثنا أحمد بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق التنوخي، قال: أخبرنا أبو سعد داود بن الهيثم، قال: حدثنا أبو العباس ثعلب قال: قال لي ابن قادم: قدم أبو عمر الجرمي على الحسن بن سهل، فقال لي الفراء: بلغني أن أبا عمر الجرمي قدم، وأنا أحب أن ألقاه، فقلت له: فإني أجمع بينكما، فأتيت أبا عمر فأخبرته، فأجاب إلى ذلك، وجمعت بينهما، فلما نظرت إلى الجرمي قد غلب الفراء وأفحمه ندمت على ذلك، قال ثعلب: قلت له: ولم ندمت على ذلك؟ فقال لي: لأن علمي علم الفراء، فلما رأيته مقهورا قل في عيني، ونقص علمه عندي.
سمعت أبا القاسم عبد الواحد بن علي الأسدي يقول: مات الجرمي في سنة خمس وعشرين ومائتين.