الحسن بن سهل مني؟ ثم سرت معه حتى صرنا إلى بابه واستأذن لي عليه، فدخلت فقال: أبا حسان، ما خبرك؟ وكيف حالك؟ ولم انقطعت عنا؟ فقلت: لأسباب، وذهبت لأعتذر. فقال: دع هذا عنك، أنت في لوثة أو في أمر، فما هو؟ فإني رأيتك البارحة في النوم في تخليط كثير. فابتدأت فشرحت له قصتي من أولها إلى أن لقيني صاحبه ودخلت عليه، فقال: لا يغمك الله يا أبا حسان، قد فرج الله عنك، هذه بدرة للخراساني مكان بدرته، وبدرة أخرى لك تتسع بها، وإذا نفدت أعلمتنا. فرجعت من مكاني فقضيت الخراساني، واتسعت وفرج الله، وله الحمد.
أخبرني أبو القاسم الأزهري قال: أخبرنا أحمد بن إبراهيم قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة قال: حدثني محمد بن يونس الكديمي قال: حدثني أبو حسان الزيادي قال: مطرنا يوما مطرا شديدا، فأقمت في المسجد للصلاة، فإذا أنا بشخص حيالي؛ إذا أطرقت نظر إلي، وإذا رفعت رأسي أطرق، ففعل هذا مرات، فدعوت به وقلت: ما شأنك؟ فقال: ملهوف، أنا رجل متجمل جاء هذا المطر فسقط بيتي، ولا والله ما أقدر على بنيانه. قال: فأقبلت أفكر من له؟ فخطر ببالي غسان بن عباد فركبت إليه معه، وذكرت له شأنه، فقال: قد دخلتني له رقة، هاهنا عشرة آلاف درهم قد كنت أريد تفرقتها، فأنا أدفعها إليه. فبادرت إليه وهو على الباب فأخبرته، فسقط مغشيا عليه من الفرح، فلامني ناس رأوه، وقالوا: ما صنعت به! فدخلت إلى غسان فأمر بإدخاله، ورش على وجهه من ماء الورد حتى أفاق، فقلت: