هلا التمستِ لنا إن كنتِ صادقةٍ ... مالاً نعيشُ به في الناسِ أو نشبا
حتى نجازِيَ أقواماً بسعيهم ... من آلِ لأيٍ وكانوا معشراً نجبا
إنَّ امرأً رهطُه بالشامِ منزلهُ ... برملِ يبرينَ جاراً شدَّ ما اغتربا
لا بدَّ في الجدِّ أنْ تلقى حفيظتهم ... يومَ اللقاءِ وعيصاً دونهم أشبا
في الجِد: إذا جدوا في الحروب. وحفيظتهم: أنفتهم وغضبهم. والعيص: الشجر المتداني. والأشب: الملتف.
ردوا على جارِ مولاههمْ بمهلكةِ ... لولا الإلهُ ولولا دفعهمْ ذهبا
لن يتركوا جارهم في قعرِ مظلمةِ ... غبراَء ثمت يطووا دونه السبا
أي في بئر مظلمة. وضربه مثلاً؛ أي في أمرٍ شديد ملتبس. والسبب: الحبل.
سيرى أمامَ فإنَّ الأكثرين حصًى ... والأكرمين إذا ما ينسبون أبا
قومٌ هم الأنفُ والأذنابُ غيرهمُ ... ومن يسوي بأنفِ الناقةِ الذنبا
قومٌ إذا عقدوا عقداً لجارهمُ ... شدوا العناجَ وشدوا فوقه الكربا
العناج: أن تثقل الدلو فيعقد تحتها حبلٌ ثم يشد إلى الرسنِ وإلى العراقي، وهي الخشبات
الأربع. والكرب: الحبل الذي يشد فوق العراقي، وهذا مثل ضربه. وإنما يريد: إذا عقدوا عقداً لجارهم أحكموه.
قومٌ يبيتُ قريرَ العين جارهمُ ... إذا لوى بقوَى أطنابهمْ طنبا
قال أبو الهيثم خالد بن كلثوم: يقال: فلان جاري مطانبي، وجارِي مكاسري، وجاري مؤاصري. وجاري مصاقبي. فالمطانب: الذي اتصلت أطنابُ بيته بأطنابِ بيتك. والمكاسر: الذي كسر بيته إلى كسر بيتك. وكسر البيت من بيوت الأعراب: ناحيتاه من عن يمين وشمال. ومؤخره: كفاؤه، ومقدمه: رواقه، كالدهليز أمام الدار. والصقْب: العمود الذي يمسك البيت. فأما الصقَب - المفتوح القاف - فالقريب. والأصر: الحبال القصار، واحدها إصار. والأطناب: الطوال. ومن هذا قيل للرجل إذا بالغ في وصف الشيء: قد أطنب فيه.
أبلغْ سراةَ بنيِ كعبٍ مغلغلةً ... جهدَ الرسالةِ لا ألتاً ولا كذبا
الألتُ: النقصان. قال الله جل وعز: لا يألتكم من أعمالكم شيئاً. والجهد: المشقة والمبالغة. جهدت نفسي. وقد قالوا: أجهدتُ. والجُهد بالضم: الطاقة. والذين لا يجدونَ إلا جهدهم.
ما كان ذنبُ بغيضٍ لا أبالكمُ ... في بائسٍ جاَء يحدو أينقاً شزبا