وهي طريقته المودعة في شرح الإيضاح فوجدتني فيها دخيلا لا أعرف منها كثيرا ولا قليلا.
لكن اللَّه تعالى سهل علي فعلقت تلك الطريقة عليه ولبثت مدة لديه حتى سمعت في غمار الجماعة سر الصناعة ورأيت بالري الشيخ العلامة أبا القاسم محمود بْن عمر الزمخشري واستفدت منه وسمعت من تصانيفه عليه وقرأت هناك كتب الكافي في العروض والقوافي للخطيب التبريزي على الشيخ الزاهد أحمد بْن محمد التيري رحمه اللَّه مع سر الأدب والمصادر للقاضي الزوزني وقرأت السامى في الأسامي والهادي للشادي على فتى من تلامذة الشيخ أحمد بْن محمد الميداني وهو أَبُو الفتوح بْن الحسن بْن سعد الكاتب وكان قد قرأهما على المصنف.
ثم رأيت بتستر القاضي الإمام أبا بكر الأرجاني رحمه اللَّه شيخا قد خنق التسعين وقد فاق الأعشين بشعره وأربى على الوزير بْن بنتره فتجبت من فضله القرب وأحكمت عناج الشعر عنده والكرب هذه علوم الأدب أنانين وقوانين كلام العرب وأما مَا سواها نحو غريبي القرآن والحديث وعلم الفقه والمواريث وغرر التفاسير وعلم الوعظ والتذكير ومسائل الخلاف وصحاح المسانيد وعلم الأصول ودلائل التوحيد وطريق مشائخ الصوفية وحل رموزهم وإشاراتهم الخفية.
فلي بحمد اللَّه بكل فن منها معرفة وفي كل قدر من ألوانها مغرفة انشد بزوزها عند أصحابها وأجلو عرائسها على خطابها ثم أخذ رحمه اللَّه يعدد مَا ألقه إلى إنشاء تلك الرسالة ثم إنه خاتمة سراج العقول من جمعه