عملية التربية والعملية الأخلاقية شيء واحد ما دامت الثانية لا تخرج عن أنها انتقال الخبرة باستمرار من أمر سيئ إلى أحسن منه وأفضل" "جون ديوي: تجديد في الفلسفة: ص٢٩٩" ويقول في مكان آخر: "إن النمو الأخلاقي هو الغاية القصوى من العمل المدرسي كله "جون ديوي: المبادئ الأخلاقية في التربية ص٥٤""وقيل جون ديوي ذهب "جون لوك" إلى أن هدف التربية هو غرس الفضيلة في النفوس.
بيد أن التربية الأخلاقية ليست عملية سهلة، وإنما هي عملية صعبة شاقة تقتضي منا الفكر والنظر، وفي ذلك يقول هربرت سنسر في كتاب التربية "ص٩٠": "ولم يهمل ولاة الأمور شيئا إهمالهم إنعام الفكرة في تأديب أطفالهم والخطب سهلا فحسبوا أنهم قادرون بلا فحص ولا بحث أن يردعوا طبائع صبيانهم ما شاءوا من المناقب. ولم يعلموا أن علم تهذيب النفوس علم صعب المآخذ وعر الملتمس. وحق لمغفله أن يخيب في تأديب غلامه".
اهتمام الإسلام بالأخلاق:
اهتم الإسلام بالأخلاق الحميدة واعتبرها الأساس الذي تستند إليها كل معاملات الإنسان مع خالقه ومع نفسه ومع الآخرين. ولقد امتدح رب العزة نبيه الكريم ووصفه بقوله:{وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} . وقد جاء الإسلام بكل خلق حسن وحث المسلمين على التحلي به. لقد قال أكثم بن صيفي من حكماء العرب في دعوته لقومه إلى الإسلام: "إن الذي يدعو إليه محمد لو لم يكن دينا لكان في أخلاق الناس حسنا". ونختتم كلامنا عن هذه النقطة بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم خاصا بها.