للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حرامي. وقد يكون واطسون قادرا على عمل ذلك إلا أن معظم الآباء والمدارس قد لا يحالفهم الحظ.

ويورد الراغب الأصفهاني في "تفصيل النشأتين" سبعة أسباب لاختلاف الناس وتفاوتهم تبين أثر كل من الوراثة والبيئة على الإنسان "ص١١٥-١٢٠" وهي:

١- اختلاف الخلقة والأمزجة وتفاوت الطبيعة. وقد يرث الإنسان عن والديه مشابهتهما في الخلقة. فهو هنا يؤكد عامل الوراثة.

٢- اختلاف أحوال الوالدين من حيث الصلاح والفساد. ذلك أن الإنسان يتأثر بمعاشرة والديه، وقد يأخذ عنهما ما هما عليه من جميل السيرة والخلق وقبيحها وهو هنا يؤكد عامل البيئة والتربية وقد قال النبي صلى الله عليه سلم: "إياكم وخضراء الدمن"، قيل: وما خضراء الدمن يا رسول الله؟ قال: "المرأة الحسنة في المنبت السوء". قال الشاعر:

وهل يرجى لأطفال كمال ... إذا ارتضعوا ثدي الناقصات

٣- اختلاف طبائع الوالدين وتأثير عوامل الوراثة، وما تتكون منه النطفة التي يكون منها الولد ودم الطمث الذي يتربى به الولد؟ فذلك له تأثير بحسب طيب ما تكون منه وخبثه. ولهذا قال عليه السلام: "تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس" وقال: "الناكح غارس فلينظر أين يضع غرسه".

٤- اختلاف أثر الغذاء والرضاع وطيب المطعم الذي يربي به الولد. ولتأثير الرضاع تقول العرب لمن تصفه بالفضل: لله دره. والدر تعني اللبن ولله دره تعني لله خيره وعطاؤه تشبيها بعطاء در الناقة أي لبنها لأن اللبن من أعلى أنواع النعم. ولا شك في أن لطيب أثر الغذاء أثرا بالغا في تكوين بناء شخصية الإنسان جسميا ونفسيا وهو سبب من الأسباب الهامة لاختلاف الناس وتفاوتهم. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تسترضعوا الحمقاء فإن اللبن يورث".

٥- اختلاف التأديب والتلقين وتعويد العادات الحسنة والقبيحة. فحق الولد أن

<<  <   >  >>