للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على كل مسلم ومسلمة. ومع تسليم المربين المسلمين بهذا الحق للبنت فإن بعضهم ومنهم ابن سحنون والقابسي على سبيل المثال، يذهب إلى عدم الخلط بين الصبيان والإناث في التعليم لاعتبارات أخلاقية تربوية، كما ينبغي أن تعلم البنت ما فيه صلاحها ويبعدها عن الفتنة.

من أين تبدأ:

من الأمور الطبيعية أن تبدأ تربية الطفل بتنمية الجسم حتى يشب صحيحا قويا. أما التعليم المنظم فيبدأ عندما يصل الطفل إلى سن العقل أو التمييز، ولنستعرض أولا هذه النصوص:

- قال عليه الصلاة والسلام: "أدبوا أولادكم وأحسنوا أدبهم". وقال صلى الله عليه وسلم: "مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع". ومما يروى: "لاعب ولدك سبعا وصاحبه سبعا ثم اترك حبله على غاربه". ويقول ابن سينا: "إذا فطم الصبي عن الرضاع بدأ تأديبه ورياضة أخلاقه قبل أن تهجم عليه الأخلاق اللئيمة، فإن الصبي تتبادر إليه مساوئ الأخلاق فما تمكن منه ذلك غلب عليه فلم يستطع له مقاومة"، "وإذا أتى عليه "الطفل" من أحواله ست سنين فيجب أن يقدم إلى المؤدب والمعلم" لأن في هذه المرحلة "تشتد مفاصل الصبي ويستوي لسانه ويتهيأ للتلقين ويعي سمعه". ومما يروى أيضا: "اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد".

ويذكر ابن أبي أصيبعة في "عيون الأنباء" في ترجمته لعلي بن رضوان المصري نصا قاله عن نفسه ذكر فيه أنه بدا تعليمه في السادسة فيقول: "فلما بلغت السادسة أسلمت نفسي في التعليم". ويقول أبو بكر بن العربي في أحكام القرآن: "وللقوم في التعليم سيرة بديعة وهي أن الصغير منهم إذا عقل بعثوه إلى المكتب".

ومن الأمثلة السابقة يتضح أن سن التربية في الإسلام بمفهومها الواسع الشامل يبدأ منذ لحظة الميلاد، أما بداية التعليم المنظم فتكون عند بلوغ سن العقل والإدراك والتمييز. وهذا السن يتراوح عادة بين السادسة والسابعة. وليس هناك ما يمنع من أن يكون قبل ذلك إذا كان ما يبرر ذلك أو يقتضي

<<  <   >  >>