للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وينبغي أن نشير إلى أنه بالرغم من الانتقادات الشديدة التي وجهها ابن تيمية إلى الغزالي فإنه كان يقدر تماما أهمية إنتاجه الضخم ومقدار فضله عليه. وكان يشير في كثير من الأحيان إلى ما ورد في "الإحياء"، و"كيمياء السعادة"، و"التفرقة" و"المستظهر"، و"المقاصد"، و"المستصفى"، و"الرد على الباطنية" ويستخدم ذلك في كتاباته. وكان الغزالي أول من تلقى منه ابن تيمية تاريخ الفرق الإسلامية والفلسفة وكان حجته في الجدل الكلامي في مناسبات عديدة ... كما اقتبس منه كل مصطلحات المنطق التي استخدمها ... وتمييزه بين التصديق والقصور ومنطقة في المفهوم وفي الحكم وفي الاستنباط الفقهي "المرجع السابق: ٢٢٠".

الغزالي والتربية:

جاءت آراء الغزالي في التربية انعكاسا لآرائه الفلسفية الصوفية. من ذلك أنه رأى أن الهدف من التربية هو مساعدة الفرد على التقرب إلى الله والعمل للحياة الآخرة. كما دعا إلى الأخذ بأساليب الخشونة والتقشف والبعد عن ملذات الحياة حتى تلك التي أحلها الله من جميل اللباس وطيب الطعام ومتعة الحياة. وقد تناول الغزالي موضوع التربية بفكر واضح يبدو فيه تأثره بأفلاطون وأرسطو ففي كلامه عن الفضيلة مثلا يقول: إنها الاعتدال والتوسط بين أركان النفس الأربعة وقواها، وهي:

- قوة الغضب واعتدالها الشجاعة.

- قوة الشهوة واعتدالها العفة.

- قوة الحكمة والإفراط فيها مضر.

- قوة العدل والإفراط فيها أيضا مضر.

وفي كلامه عن القلب يخلط بينه وبين النفس والعقل ويقول عنه: "إنه لطيفة ربانية روحانية لها تعلق القلب وهذه اللطيفة هي حقيقة الإنسان لأنه الجزء المدرك فيه". وفي كلامه عن العقل يقول عنه: "إنه القلب نفسه أو تلك اللطيفة الربانية" ويقول عنه أيضا: إنه صفة القلب لأنه جاء من النفس الناطقة، التي

<<  <   >  >>