للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الإنكار العلني, وذكر العيوب علنا حتى أبغض الناس ولي أمرهم وقتلوه, نسأل الله العافية"١ا. هـ.

وفي الحديث: " قيل لأسامة: لو أتيت فلانا فكلمته, قال: إنكم لترون أني لا أكلمه, إلا أسمعكم, إني أكلمه في السر دون أن أفتح باباً لا أكون أول من فتحه ... الحديث"٢.

يعني المجاهرة بالإنكار على الأمراء في الملأ٣.

قال الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله: أرادوا من أسامة رضي الله عنه أن يكلم عثمان رضي الله عنه وكان من خاصته وممن يخف عليه في شأن الوليد بن عقبة لأنه كان ظهر عليه ريح نبيذ وشهر أمره وكان أخا عثمان رضي الله عنه لأمه وكان يستعمله ... جزم الكرماني بأن المراد أن يكلمه فيما أنكره الناس على عثمان رضي الله عنه من تولية أقاربه وغير ذلك مما اشتهر ... فقال أسامة: قد كلمته سرا دون ما أن أفتح بابا أي باب الإنكار على الأئمة علانية خشية أن تفترق الكلمة ... وقال عياض: مراد أسامة أنه لا يفتح باب المجاهرة بالنكير على الإمام لما يخشى من عاقبة ذلك, بل يتلطف به وينصحه سرا فذلك أجدر بالقبول ... ثم عرفهم أنه لا يداهن أحدا ولو كان أميرا بل ينصح له في السر جهده وذكر لهم قصة الرجل يطرح في النار لكونه كان أمر بالمعروف ولا يفعله ليتبرأ مما ظنوا به من سكوته عن عثمان في أخيه ... فأشار أسامة إلى المداراة المحمودة والمداهنة


١-المعلوم من واجب العلاقة بين الحاكم والمحكوم ص ٢٢ تأليف سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز إعداد أبي عبد الله بن إبراهيم آل بلطيح الوايلي- ن دار المنار- الرياض- ط/١"١٤١٤هـ".
٢-تقدم بتمامه مع تخريجه في ص "١٥٢" فليراجع.
٣-مختصر صحيح مسلم ص ٣٣٥ هـ "٢" للحافظ المنذري, تحقيق محمد ناصر الدين الألباني- ن المكتب الإسلامي- ط/٣"١٣٧٩هـ-١٩٧٧م".

<<  <   >  >>