للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المذمومة, وضابط المداراة أن لا يكون فيها قدح في الدين, والمداهنة المذمومة أن يكون فيها تزيين القبيح وتصويب الباطل١.

كأن يشكر ظالما على ظلمه أو مبتدعا على بدعته أو مبطلا على إبطاله فهذه مداهنة محرمة, بينما المداراة المشروعة كشكر الظلمة والفسقة الذين يتقى شرهم والتبسم في وجوههم٢.

والدليل من السنة على وجوب سرية الإنكار على ولاة الأمر حديث شريح بن عبيد الحضرمي٣ وغيره قال جلد عياض بن غنم٤ رضي الله عنه صاحب دار حين فتحت فأغلظ له هشام بن حكيم رضي الله عنه٥ القول حتى غضب عياض ثم مكث ليالي فأتاه هشام بن حكيم فاعتذر إليه ثم قال هشام لعياض ألم تسمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " إن من أشد الناس عذابا أشدهم عذابا في الدنيا للناس" فقال عياض بن غنم: يا هشام بن حكيم قد سمعنا ما سمعت ورأينا ما رأيت أو لم تسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من أراد أن ينصح السلطان بأمر فلا يبد له علانية ولكن ليأخذ بيده


١-فتح الباري شرح صحيح البخاري ١٣/٥٢ بتصرف.
٢-انظر الفروق ٤/٢٣٦ للقرافي, يليه فهرس تحليلي لقواعد الفروق: أ. د محمد رواس قلعه جي, وبأسفلها حاشية أدرار الشروق على أنواء الفروق لابن الشاط مع تهذيب الفروق والقواعد السنية في الأسرار الفقهية: لمحمد علي بن حسين- ن دار المعرفة- بيروت – لبنان.
٣-هو: شريح بن عبيد المقرائي الحضرمي, صدوق " الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة ١/٤٨٣.
٤- هو: عياض بن غنم بن زهير بن أبي شداد أبو سعد الفهري ممن بايع بيعة الرضوان, وشهد الحديبية وكان أحد الأمراء الخمسة يوم اليرموك, مات سنة عشرين بالشام. " سيرأعلام النبلاء ٢/٣٥٤ للإمام الذهبي, تحقيق شعيب الأرنؤوط- ن مؤسسة الرسالة- بيروت ط/٢" ١٤٠٢هـ-١٩٨٢م" , "و" رئاسة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.
٥-هو: هشام بن حكيم بن حزام الأسدي, من الطلقاء كأبيه, كان أمرا بالمعروف ذا فضل "الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة ٢/٣٣٦ ت:٥٩٦٠ باختصار".

<<  <   >  >>