للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أمرا لا يستطيع له تغييرا أن يعلم الله أن قلبه له كاره١.

وعن أبي الطفيل رحمه الله قال: قيل لحذيفة رضي الله عنه ما ميت الأحياء؟ قال: من لم يعرف المعروف بقلبه وينكر المنكر بقلبه٢.

وبكراهية القلب للمنكر تبرأ ذمة المحتسب إن لم يستطع الإنكار باليد أو اللسان.

عن العرس بن عميرة الكندي رضي الله عنه ٣ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا عملت الخطيئة في الأرض كان من شهدها فكرهها وقال مرة" أنكرها" كان كمن غاب عنها, ومن غاب عنها فرضيها كان كمن شهدها" ٤.

قال الشيخ أبو الطيب آبادي رحمه الله في معنى قوله: " كمن غاب عنها" " أي في عدم لحوق الإثم له, وهذا في من يعجز عن إزالتها بيده ولسانه, والأفضل أن يضيف إلى القلب اللسان فيقول: اللهم هذا منكر لا أرتضيه قاله العزيزي"٥اهـ.

وقال الحافظ ابن رجب رحمه الله: " فمن شهد الخطيئة فكرهها في قلبه كان كمن لم يشهدها إذا عجز عن إنكارها بلسانه ويده, ومن غاب عنها فرضيها كان كمن شهدها وقدر على إنكارها ولم ينكرها, لأن الرضا بالخطايا من


١-المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية ٣/٢١١ للحافظ ابن حجر- تحقيق الأستاذ المحدث حبيب الرحمن الأعظمي—ن التراث الإسلامي- إدارة الشؤون الإسلامية بوزارة الاوقاف والشؤون الإسلامية في دولة الكويت- ط / طباعة المطبعة العصرية الكويت ١٣٩٣هـ-١٩٧٣م.
٢-أخرجه ابن أبي في الكتاب المصنف في الاحاديث والآثار ك: الفتن ب: ما ذكر في فتنة الدجال ح: ١٩٤٢٣,١٥/١٧٢- ن الدار السلفية- الهند- ط/١"١٤٠٢هـ-١٩٨٢م".
٣-هو: العرس بن عميرة الكندي, صحابي " الكاشف في معرفة من له رواية الكتب الستة ٢/١٧ ت:٣٧٦٧".
٤-أخرجه أبو داود في سننه- ك: الملاحم- ب: الأمر والنهي ح: ٤٣٤٥, ٤/٥١٥ وحسنه الألباني في تخريج المشكاة ٣/٢٥- ح: ٥١٤١, صحيح سنن أبي داود ٣/٨٢٠- ح:٣٦٥١.
٥-عون المعبود شرح سنن أبي داود ١١/٥٠١ للعلامة أبي الطيب محمد العظيم آبادي مع شرح الحافظ ابن القيم الجوزية, تحقيق عبد الرحمن محمد عثمان- ن دار الفكر- بيروت- المكتبة السلفية- ط/٣"١٣٩٩هـ-١٩٧٩م".

<<  <   >  >>