للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي معنى الاستغفار في هذا الحل، أقوال رأيتها عن العلماء:

١ - فمنهم من يقول المراد نستغفر الله لباني الكنيف على هذه الصفة (١) الممنوعة [عنده] (٢) / وإنما حملهم على هذا التأويل أنه إذا انحرف عنها لم يَفعل ممنوعًا؛ فلا يَحتاج إلى الاستغفار (٣).

٢ - ومنهم من يقول: إنما استغفر لنفسه (٤)، قال شيخنا القشيري -رحمه الله-: ولعل ذلك لأنه [استقبل واستدبر] (٥) بسبب


= ثانيهما: أن هذا مذهَبُه ولم ينقله عن النبي -صلى الله عليه وسلم- صريحًا، وقد خالفه فيه غيره من الصحابة/ المجموع ٢/ ٨٢.
وقد استنبط ابن دقيق العيد من قول أبي أيوب هذا حُكمًا أُصوليًا هامًا فقال: "وفيه دليل على أن للعموم صيغةً عند العرب وأهل الشرع، على خلاف ما ذهب إليه بعض الأصوليين" وتوسع في تقرير ذلك ومناقشة بعضِ مَن أولُعَ مِن معاصريه بجوانب من الموضوع/ انظر إحكام الأحكام ١/ ٤٨، ٤٩.
(١) في إحكام الأحكام المنقول عنه هذا القول نصًا "الصورة" ١/ ٤٩، ٥٠، ولكن في نيل الأوطار كما في الأصل، ولعله نقل عن المؤلف.
(٢) ليست بالأصل وأثبتها من الإحكام ١/ ٥٠ والنيل ١/ ٥٧ وأضاف ابن العربي قائلًا: فإن الاستغفار للمذنبين سنة/ العارضة ١/ ٢٥.
(٣) إحكام الأحكام لابن دقيق العيد ١/ ٥٠.
(٤) وقرر ابن دقيق العيد: أن هذا القولَ هو الأقرب/ انظر المصدر السابق، وهذا ترجيح له عنده على بقية الآراء؛ ولكن المؤلف حذف هذا الترجيح من كلام شيخه، دون أن يذكر بديلًا عنه أوْرَدًا له.
(٥) ليست بالأصل وأثبتها من المصدر السابق/ نفس الموضع، واقتصر ابن العربي على ذكر الاستقبال فقط/ العارضة ١/ ٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>