[التخليد في النار]
من إيمان أهل السنة:١
يؤمن أهل السنة بأن الله على كل شيء قدير, فيقدر أن يهدي العباد ويقلب قلوبهم, وأنه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. فلا يكون في ملكه ما لا يريد ولا يعجز عن إنفاذ مراده, وأنه جال كل شيء من الأعيان والصفات والحركات.
ويؤمنون أن العبد له قدرة ومشيئة وعمل, وأنه مختار, ولا يسمونه مجبورا, إذ المجبور من أكره على خلاف اختياره, والله سبحانه جعل العبد مختارا لما يفعله فهو مختار مريد, والله خالقه وخالق اختياره, وهذا ليس له نظير. فإن الله ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله.
وهم في "باب الأسماء والأحكام والوعد والوعيد" وسط بين الوعيدية, الذين يجعلون أهل الكبائر من المسلمين مخلدين في النار, ويخرجوهم من الإيمان بالكلية, ويكذبون بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم. وبين المرجئة الذين يقولون: إيمان الفساق مثل إيمان الأنبياء, والأعمال الصالحة ليست من الدين والإيمان. ويكذبون بالوعيد والعقاب بالكلية.
فيؤمن أهل السنة والجماعة بأن فساق المسلمين معهم بعض الإيمان وأصله, وليس معهم جميع الإيمان الواجب الذي يستوجبون به الجنة, ولأنهم لا يخلدون في النار, بل يخرج منها من كان في قلبه مثقال حبة من إيمان أو مثقال خردلة من إيمان, وأن النبي صلى الله عليه وسلم ادخر شفاعته لأهل الكبائر من أمته.
وهم أيضا في "أصحاب رسول الله" صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم وسط بين الغالية, الذين يغالبون في علي رضي الله عنه, فيفضلونه على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما
١- ص ٣٧٤ ج ٣ مجموع الفتاوى.