الوعيد المطلق في الكتاب والسنة مشروط بثبوت شروط وانتفاء موانع, فلا يلحق التائب من الذنب باتفاق المسلمين, ولا يلحق من له حسنات تمحو سيئاته, ولا يلحق المشفوع له, والمغفور له, فإن الذنوب تزول عقوبتها التي هي جهنم بأسباب التوبة والحسنات الماحية والمصائب المكفرة –لكنها من عقوبات الدنيا- وكذلك ما يحصل في البرزخ من الشدة, وكذلك ما يحصل في عرصات القيامة, وتزول أيضا بدعاء المؤمنين: كالصلاة عليه وشفاعة الشفيع المطاع, كمن يشفع فيه سيد الشفعاء محمد: صلى الله عليه وسلم تسليما.
وحينئذ فأي ذنب تاب منه ارتفع موجبه, ومالم يتب منه فله حكم الذنوب التي لم يتب منها, فالشدة إذا حصلت بذنوب وتاب من بعضها خفف منه بقدر ما تاب منه, بخلاف مالم يتب منه, بخلاف صاحب التوبة العامة.
والناس في غالب أحوالهم لا يتوبون توبة عامة مع حاجتهم إلى ذلك فإن التوبة واجبة على كل عبد في كل حال. لأنه دائما يظهر له ما فرط فيه من ترك مأمور أو ما اعتدى فيه من فعل محظور, فعليه أن يتوب دائما. والله أعلم.