كانت الخوارج قد تكلموا في تكفير أهل الذنوب من أهل القبلة, وقالوا: إنهم كفار مخلدون في النار, فخاض الناس في ذلك, وخاض في ذلك القدرية بعد موت الحسن البصري, فقال عمرو بن عبيد وأصحابه: لا هم مسلمون ولا كفار, بل لهم منزلة بين المنزلتين, وهم مخلدون في النار, فوافقوا الخوارج على أنهم مخلدون, وعلى أمن ليس معهم من الإسلام والإيمان شيء, ولكنهم يسمونهم كفارا, واعتزلوا حلقة أصحاب الحسن البصري. مثل قتادة وأيوب السختياني وأمثالهم, فسموا معتزلة من ذلك الوقت بعد موت الحسن, وقيل: إن قتادة كان يقول أولئك المعتزلة.
وتنازع الناس في "الأسماء والأحكام" أي في أسماء الدين مثل مسلم ومؤمن, وكافر وفاسق, وفي أحكام هؤلاء في الدنيا والآخرة, فالمعتزلة وافقوا الخوارج على