من الجن فأسلم أولئك الجن والإنس الذين كانوا يعبدونهم. ففي هذا أنه لم يضر الذين أسلموا عبادة غيرهم بعد الإسلام لهم, وإن كانوا هم أضلوهم أولا.
وأيضا فالداعي إلى الكفر والبدعة وإن كان أضل غيره فذلك الغير يعاقب على ذنبه, لكونه قبل من هذا واتبعه, هذا عليه وزره ووزر من اتبعه إلى يوم القيامة مع بقاء أوزار أولئك عليهم, فإذا تاب من ذنبه لم يبق عليه وزره ولا ما حمله هو لأجل إضلالهم, وأما هم فسواء تاب أو لم يتب حالهم واحد, ولكن توبته قبل هذا تحتاج إلى ضدما كان عليه من الدعاء إلى الهدى, كما تاب كثير من الكفار وأهل البدع, وصاروا دعاة إلى الإسلام والسنة, وسحرة فرعون كانوا أئمة في الكفر ثم أسلموا وختم الله لهم بخير.