للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

"د" قوله في الصحابة:

أخرج أبو نعيم، عن عبد الله العنبري ١ قال: "قال مالك بن أنس: من تنقَّص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو كان في قلبه عليهم غل فليس له حق في فيء المسلمين. ثم تلا قوله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} "سورة الحشر:١٠".

فمن تنقصهم، أو كان في قلبه عليهم غل، فليس له في الفيء حق" ٢.

٢- وأخرج أبو نعيم، عن رجل من ولد الزبير ٣ قال: "كنا عند مالك، فذكروا رجلا يتنقَّص أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ مالك هذه الآية {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ} ـ جتى بلغ ـ {يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ} "سورة الفتح: الآية٢٩".

فقال مالك: من أصبح في قلبه غيظ على أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أصابته الآية" ٤.

٣- وأورد القاضي عياض، عن أشهب بن عبد العزيز قال: "كنا


١ هو عبد الله بن سُوار بن عبد الله العنبري البصري القاضي، قال عنه ابن حجر: "ثقة مات سنة ٢٢٨هـ"، وقيل غير ذلك. تقريب التهذيب ١/٤٢١؛ وتهذيب التهذيب ٥/٢٤٨.
٢ الحلية ٦/٣٢٧.
٣ الذي تتلمذ على مالك وسمع منه من ولد الزبير بن العوام هو عبد الله بن نافع بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام. وقد تقدم التعريف به ومصعب بن عبد الله بن مصعب وسيأتي التعريف به.
٤ الحلية ٦/٣٢٧.

<<  <   >  >>