للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الثاني: موقفه من علم الكلام]

عاش الإمام في بيئة يغلب عليها الجدل؛ حيث كانت الكوفة يومذاك موطنا للفرق والنحل المختلفة، لذلك اشتغل الإمام في بداية طلبه للعلم بعلم الكلام، وكان به يجادل، وعنه يناضل، ولم يكن قد طلب الفقه بعد.

قال أبو بكر بن عياش١: "أدركناه وهو صاحب خصومات، لم يكن يتفقه" ٢.

وقال شريك ٣: "أدركنا أبا حنيفة وهو صاحب


١ هو أبكر بن عياش ـ بتحتانية ومعجمة ـ بن سالم الأسدي الكوفي، قال عن عنه ابن حجر: "المقرئ الحناط بمهملة ونون مشهور بكنيته والأصح أنها اسمه وقيل اسمه محمد أو عبد الله أو سالم أو شعبة ... عشرة أقوال، ثقة عابد إلا أنه لما كبر ساء حفظه وكتابه صحيح، من السابعة، مات سنة ١٩٤هـ، وقيل قبل ذلك بسنة أو سنتين وقد قارب المائة".
تقريب التهذيب ٢/٣٩٩، وانظر ترجمته في تهذيب التهذيب ١/٣٤.
٢ ذم الكلام للهروي "ق-١٩٤-ب".
٣ هو شريك بن عبد الله النخعي الكوفي القاضي بواسط ثم الكوفة قال عنه ابن حجر: "صدوق يخطئ كثيرا تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة وكان عادلا فاضلا عابدا شديدا على أهل البدع". مات سنة ١٧٧هـ أو سنة ١٧٨هـ
تقريب التهذيب ١/٣٥١. وانظر ترجمته في تذكرة الحفاظ ١/٢٣٢.

<<  <   >  >>