للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل الثالث: الاستثناء في الإيمان]

منع الإمام أبو حنيفة رحمه الله تعالى الاستثناء في الإيمان وهو أن يقول المؤمن: أنا مؤمن إن شاء الله.

نص على ذلك غير واحد من أهل العلم كالتفتازاني ١ والنسفي ٢ والسمرقندي ٣، وابن الهمام٤، وقاسم بن قطلوبغا ٥. ومنع الاستثناء بناء على ما ذهب إليه في حقيقة الإيمان من أنه تصديق وإقرار باللسان، لأن القول بالاستثناء عنده يقتضي الشك في الإيمان؛ إذ التصديق أمر معلوم لا تردد فيه عند تحقيقه، ومن تردد في تحقيقه لم يكن مؤمنا قطعا. وإذا لم يكن الاستثناء للشك والتردد فالأولى أن يترك بل يقال: أنا مؤمن حقا دفعا للإيهام ٦. واستدل الإمام أبو حنيفة رحمه الله تعالى على مذهبه بما يأتي:


١ شرح المقاصد ٥/٢١٥.
٢ بحر الكلام ص٤١.
٣ الصحائف الإلهية ص٤٦١.
٤ المسايرة ٢/٣٨١، ط المكتبة التجارية الكبرى بمصر وفي طبعة دائرة المعارف الإسلامية ٢/٢٢٩.
٥ حاشية قاسم بن قطلوبغا على المسايرة ٢/٣٨١ ط المكتبة التجارية الكبرى بمصر وفي طبعة دائرة المعارف الإسلامية ٢/٢٢٩.
٦ شرح المقاصد ٥/٢١٥.

<<  <   >  >>