للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الأول: كراهية الخوض في القدر عند الإمام أبي حنيفة]

تقدم ذكر النصوص الشرعية التي تدل على أن القدر أصل من أصول الإيمان، ولهذا تكلم السلف في بيان هذا الأصل ومراتبه وضرورة الإيمان به وآثار هذا الإيمان، ولهم في هذا كتب ورسائل، بل قلما تجد عالما إلا وينص على هذه المسألة في عقائدهم، بيانا للحق وردا للباطل في هذا الباب الذي عظم فيه الاضطراب، حتى يكون الناس على بصيرة من أمر دينهم. ومع هذا فقد وردت نصوص شرعية فيها الأمر بالإمساك عن القدر والنهي عن الخوض فيه، ونبّه العلماء عند ذكر هذا الأصل على ذلك، ومما ورد في ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: " إذا ذكر أصحابي فأمسكوا وإذا ذكرت النجوم فأمسكوا وإذا ذكر القدر فأمسكوا" ١.


١ أخرجه الطبراني في الكبير ١٠/٢٤٣-٢٤٤ وأبو نعيم في الحلية ٤/١٠٨ كلاهما من طريق أبي وائل عن ابن مسعود واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة ١/١٢٦، ٧/١٢٥٠، وابن عدي في الكامل ٧/٢٤٩٠، كلاهما من طريق أبي قلابة عن ابن مسعود وابن عدي في الكامل ٦/٢١٧٢ والسهمي في تاريخ جرجان ص٣٥٧-٣٥٨، كلاهما من طريق عطاء عن ابن عمر والطبراني في الكبير ٢/٩٦، من طريق الأشعث عن ثوبان، قال الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة ١/٤٢-٤٦ "حسن لغيره".

<<  <   >  >>