وأكثر سعي العالمين في ضلال وأرواحنا في وحشة من جسومنا وغاية دنيانا أذى ووبال ولم نستفد من طول بحثنا طول عمرنا سوى أن جمعنا قيل وقالوا ويقول الشهرستاني: لعمري لقد طفت المعاهد كلها وسيّرت طرفي بين تلك المعالم فلم أر إلا واضعا كف حائر على ذقنه أو قارعا سن نادم لذا قال ابن عقيل في وصف حال المتكلمين وشدة حيرتهم: "قد أفضى الكلام بأهله إلى الشكوك وكثير منهم إلى الإلحاد، تشم رائحة الإلحاد من فلتات المتكلمين، وأصل ذلك أنهم ما قنعوا بما قنعت به الشرائع ... " وهذا ما وصفهم به القرطبي حيث قال: "وقد أفضى الكلام بكثير من أهله وببعضهم إلى الإلحاد وببعضهم إلى التهاون بوظائف العبادات وسبب ذلك إعراضهم عن نصوص الشارع وتطلبهم حقائق الأمور من غيره ... ". انظر كتاب نهاية الإقدام ص٣؛ والحموية ص٩١؛ وكتاب تلبيس إبليس ص٩٣؛ وفتح الباري ١٣/٣٥٠. ١ تاريخ بغداد ١٣/٣٣٣.