للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رُوِّيت حديث رد الشمس ١؟ فقال: عن غير الذي رويت عنه يا سارية الجبل".

قال ابن تيمية على إثرها: "هذا يدل على أن أئمة أهل العلم لم يكونوا يصدقون بهذا الحديث، فإنه لم يروه إمام من أئمة المسلمين. وهذا أبو حنيفة أحد الأئمة المشاهير، وهو لا يتهم عليا فإنه من أهل الكوفة دار الشيعة، ولقد لقي من الشيعة وسمع من فضائل علي ما شاء الله، وهو يحبه ويتولاه ومع هذا أنكر هذا الحديث على محمد بن نعمان، وأبو حنيفة أعلم وأفقه من الطحاوي وأمثاله ولم يجبه النعمان بجواب صحيح إلى أن قال: فأبو حنيفة لا ينكر أن يكون لعمر وعلي وغيرهم كرامات، بل أنكر هذا الحديث للدلائل الكثيرة على كذبه ومخالفته للشرع والعقل" ٢.

وتناظر كذلك بمن هو أحق بالخلافة والأرشد بعد النبي صلى الله عليه وسلم فأجاب الإمام أبو حنيفة بما حيره فأسكته حيث قال له: "نحن نقول كان الحق للصديق، فسلم علي رضي الله عنهما الحق له فكان من أشد الناس وأنتم قلتم: كان الحق لعلي فأخذه الصديق بقوة فكان الصديق أشد الناس حيث أخذ منه حقه بقوته بلا تسليم" ٣، فلأجل كذب وتمويه طائفة من الشيعة


١ حديث رد الشمس لعلي أخرجه الطحاوي في مشكل الآثار ٢/٨؛ والجوزقاني في الأباطيل والمناكير ١/١٥٨؛ وابن الجوزي في الموضوعات ١/٣٥٥، ٣٥٦ جميعهم من طريق فاطمة بنت الحسين عن أسماء بنت عميس قال الجوزقاني على أثره: "حديث منكر مضطرب".
أما لفظه فهو: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوحى إليه ورأسه في حجر علي رضي الله عنه فلم يصل العصر حتى غربت الشمس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم إنه كان في طاعتك وطاعة رسولك فرد عليه الشمس قالت أسماء: فرأيتها غربت ثم رأيتها طلعت بعدما غربت".
٢ منهاج السنة ٨/١٩٧، ١٩٨.
٣ مناقب أبي حنيفة للكردري ص١٨٠.

<<  <   >  >>