للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"إن الإيمان هو الإقرار باللسان ١، وهم مرجئة الكرامية ٢، وبعضهم زعموا أن الإيمان: هو التصديق فقط٣. وذهب جمهورهم ٤ إلى أن الإقرار شرط لإجراء الأحكام الدنيوية وهؤلاء معروفون بمرجئة الماتريدية.

وقال بعضهم: إن الإيمان هو التصديق والإقرار ٥. وهؤلاء معروفون بمرجئة الفقهاء. وسموا مرجئة لأنهم أخروا العمل عن الإيمان".

ولم يكن في زمن الإمام أبي حنيفة إلا النوعان الأول والرابع، فكان


١ انظر مقالات الأشعري ص١٤١ تحقيق ريتر؛ والفرق بين الفرق ص٢١٢؛ وكتاب الإيمان لشيخ الإسلام ص١٢٦؛ والملل ونحل ١/١٠٨.
٢ الكرامية: فرقة إسلامية تنسب إلى محمد بن كرام الذي نشأ في سجستان وتوفي في بيت المقدس سنة ٢٥٦هـ. والكرامية مجسمون أطلقوا على الله لفظ الجسم لذلك عدهم الشهرستاني من الصفاتية الذين غلوا في الإثبات حتى انتهى بهم إلى التشبيه والتجسيم، وأما الأشعري في المقالات: فعدّهم من فرق المرجئة لقولهم: إن الإيمان هو الإقرار والتصديق دون اعتقاد القلب وعمل الجوارح، وعرفوا بالزهد والتقشف والعبادة، وتعدّت فروعهم دون الاختلاف في الأصول، وأكثر أتباعهم في خراسان وما رواء النهر.
انظر الملل والنحل ١/١٠٨؛ ومقالات الإسلاميين ص١٤١، وخطط المقريزي ٢/٣٥٧.
٣ انظر المسامرة ص٣٣٠، ٣٣١؛ والبداية للصابوني ص١٥٢؛ وأصول الدين للبزدوي ص١٥٣؛ وبحر الكلام للنسفي ص٤١؛ والعقائد النسفية مع شرحها للتفتازاني ص١١٩.
٤ قلت جمهور الماتريدية لأن بعضهم ذهب إلى أن الإيمان هو التصديق والإقرار. انظر شرح العقائد النسفية ص١٢٠؛ وشرح المقاصد ٥/١٧٦.
٥ مقالات الأشعري ص١٣٢-١٤١، وكتاب الإيمان لابن مندة ١/٣٣١، وشرح العقيدة الطحاوية ص٢٧٣.

<<  <   >  >>