للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٥- الجهمية

تنسب الجهمية إلى جهم بن صفوان أبي محرز مولى بني راسب يلقبه بعضهم بالترمذي، والبعض الآخر بالسمرقندي المتوفى سنة ٢١٨هـ. وأتباعه يعرفون بالجهمية نسبة إليه، وقد صار لقبا على معطلة الصفات باعتبار أن الجهمية هي أول من قالت به ولها بدع أخرى غير هذه البدعة منها القول بأن الإيمان هو معرفة الله تعالى فقط والكفر هو الجهل به، والقول بالجبر حيث زعمت أن الإنسان لا يقدر على شيء ولا يوصف بالاستطاعة وإنما هو مجبور على أفعاله١.

فهم بهذا مخالفون لنصوص الكتاب والسنة الصريحة القاطعة؛ لذا يرى بعض السلف أنهم ليسوا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم. يقول عبد الله بن المبارك: "الجهمية ليسوا من الاثنتين والسبعين فرقة" ٢.

لذلك كفر الإمام أبو حنيفة رحمه الله تعالى جهم بن صفوان.

فقد روى الخطيب عن عبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني ٣ قال:

"سمعت أبا حنيفة يقول: جهم بن صفوان كافر" ٤.


١ انظر مقالات الإسلاميين ١/٣٣٨؛ والفرق بين الفرق ص٢٢١؛ والتبصير في أصول الدين ص٦٣؛ والملل والنحل ١/٨٦-٨٧؛ وتاريخ الطبري ٧/٣٣٥؛ والبداية والنهاية ١٠/٢٦، ٢٧..
٢ كتاب النبوءات ص١٣٣.
٣ هو عبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني بكسر المهملة وتشديد الميم أبو يحيى الكوفي، قال عنه ابن حجر: "صدوق يخطئ ورمي بالإرجاء من التاسعة". مات سنة ٢٠٢هـ. تقريب التهذيب ١/٤٦٩، وانظر ترجمته في تهذيب التهذيب ١٢٠٦.
٤ تاريخ بغداد ١٣/٣٨٢.

<<  <   >  >>