كتاب أصول الدين عند الإمام أبي حنيفة

الفصل الثاني: منهجه في تقرير أصول الدين - المبحث الثالث: موقفه من الفرق الكلامية - ص: 197

وقال أحمد بن سيار بن أيوب ١: "مقاتل بن سليمان كان من أهل بلخ تحول إلى مرو وخرج إلى العراق، ومات بها، يكنى أبا الحسن، وهو متهم متروك الحديث مهجور القول، وكان يتكلم في الصفات بما لا يحل الرواية عنه" ٢.

وقال أبو يوسف: "صنفان ما على الأرض أبغض إليّ منهما: المقاتلية والجهمية" ٣.

ورد الإمام أبو حنيفة على بدعة المشبهة بقوله: "ولا يشبه شيئا من الأشياء من خلقه ولا يشبهه شيء من خلقه" ٤.

وقرر هذا الطحاوي في بيان أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة على مذهب الإمام أبي حنيفة وصاحبيه؛ حيث قال: "ولا شيء مثله ... لا تبلغه الأوهام، ولا تدركه الأفهام ولا يشبه الأنام" ٥.

وقال: "ومن لم يتوق النفي والتشبيه زلّ ولم يصب التنزيه" ٦.

وقال كذلك: "من وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر" ٧.

هذا هو موقف الإمام من الفرق الكلامية وأقوالهم المبتدعة، وأما

---

١ أحمد بن سيار بن أيوب أبو الحسن المروزي قال عنه ابن حجر: "الفقيه ثقة حافظ من الحادية عشر" مات سنة ٢٦١هـ.
تقريب التهذيب ١/١٦؛ وانظر ترجمته في تهذيب التهذيب ١/٣٥.
٢ تاريخ بغداد ١٣/١٦٣.
٣ تاريخ بغداد ١٣/١٦٤.
٤ الفقه الأكبر ٣٠١.
٥ العقيدة الطحاوية بتعليق الألباني ص١٨، ١٩.
٦ العقيدة الطحاوية بتعليق الألباني ص٢٨.
٧ العقيدة الطحاوية بتعليق الألباني ص٢٥.