للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ} "سورة المؤمنون: الآيات ٨٤-٨٩".

فأخبر الله تعالى أن المشركين الذين بعث فيهم محمد صلى الله عليه وسلم معترفون بالربوبية لا ينكرونها، ولا يجعلون أحدا من آلهتهم شريكا لله في ربوبيته من الخلق والرزق والملك والتدبير والتصريف، فهذه حقيقة لا ينكرها المشركون، وأخبر تعالى أن المشركين أنكروا على النبي صلى الله عليه وسلم حقيقة أخرى لما نهاهم عن اتخاذا الشركاء وأمرهم بإخلاص العبادة لله وحده.

فهذا باطل عندهم وفاسد، وقالوا ما حكى الله عنهم في كتابه الكريم: {أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} "سورة ص: الآية ٥".

لذا تعجبوا كيف ينهى عن اتخاذ الشركاء والأنداد ويأمر بإخلاص العبادة لله وحده.

وأما الأدلة من السنة فهي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم أصحابه والداخلين في الإسلام من جديد بأن يعبدوا الله وحده ولا يشركوا به شيئا، حيث كانوا مقرين بأن الله هو الخالق. فقد روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذا إلى اليمن قال له: " إنك ستأتي قوما أهل كتاب، فإذا جئتهم فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ... " ١.

وفي رواية: "إنك تقدم على قوم أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم


١ أخرجه البخاري: كتاب الزكاة باب أخذ صدقة من الأغنياء وترد في الفقراء حيث كانوا ٣/٣٥٧ ح١٤٩٦.
من طريق أبي معبد عن ابن عباس.

<<  <   >  >>