للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صفة من صفات الله تعالى ألا وهي صفة العلو؛ حيث قال: "والله تعالى يُدعى من أعلى لا من أسفل لأن الأسفل ليس من وصف الربوبية والألوهية في شيء ... " ١.

فالنفوس فطرت على أن الله تعالى في العلو لا في السُّفل. واستدل الإمام على ذلك بحديث الجارية التي أجابت النبي صلى الله عليه وسلم حينما سألها "أين الله؟ قالت في المساء" ٢.

فأجابت بما وقر في فطرتها وجبلت عليه من أن الله في العلو؛ فأقرها النبي صلى الله عليه وسلم وأمر بإعتاقها، ووصفها بأنها مؤمنة. هذه دلالة الفطرة على وجود الخالق ومعرفته، ويلاحظ أن هذه الدلالة ترتكز على نوعي الآيات في الأنفس الآفاق. ولقد لفت القرآن أنظار العباد إلى ذلك في مواضع


١ الفقه الأبسط ص٥١.
٢ أخرجه بنحو هذا اللفظ أحمد ٥/٤٤٨؛ ومسلم: في كتاب المساجد ومواضع الصلاة باب تحريم الكلام في الصلاة ١/٣٨١ ح٥٣٧، وأبو داود: كتاب الإيمان والنذور باب في الرقبة المؤمنة ٣/٥٨٧ ح٣٢٨٢، والنسائي: كتاب الصلاة باب الكلام في الصلاة ٣/١٨٥، وابن أبي شيبة: في كتاب الإيمان ص٢٧، وابن خزيمة في التوحيد ص٢١، جميعهم من طريق عطاء بن يسار عن معاوية بن حكم السلمي ومالك في الموطأ باب ما يجوز العتق في الرقاب الواجبة ٢/٧٧٦ ح٨ من طريق عطاء بن يسار عن عمر بن الحكم بدل معاوية بن الحكم، وقد عده العلماء وهما من الإمام مالك لأنه خالف جميع رواته كما أنه ليس في الصحابة أحدا بهذا الاسم. انظر شرح الزرقاني على موطأ مالك ٤/٨٤، وأخرجه أحمد ٢/٢٩١، وأبو داود: كتاب الإيمان والنذور باب في الرقبة المؤمنة ٣/٥٨٨ ح٣٢٨٤، وابن خزيمة في التوحيد ص١٢٣، جميعهم من طريق عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أبي هريرة، وأورده الذهبي في العلو ص١٦ وقال: "هذا حديث صحيح متواتر رواه جماعة من الثقات عن معاوية السلمي".

<<  <   >  >>