للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بكسر الهمزة قال وعبادتك ١.

والتأله التنسك والتعبد قال رؤبة ٢:

لله در الغانيات المده

سبّحن واسترجعن من تألّهي ٣

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "والإله المألوه الذي تألهه القلوب، وكونه يستحق الألوهية مستلزم لصفات الكمال، فلا يستحق أن يكون معبودا محبوبا لذاته إلا هو، وكل عمل لا يراد به وجهه فهو باطل، وعبادة غيره وحب غيره يوجب الفساد كما قال تعالى: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَْ} "سورة الأنبياء:٢٢" ٤.

هذا هو معنى الإله لغة وشرعا.

أما عند أهل الكلام فالإله هو القادر على الاختراع والإيجاد، فيكون معنى لا إله إلا الله عندهم لا قادر على الاختراع إلا الله.

وفي ذلك يقول أحمد بن موسى الخيالي ٥ في شرح كلام


١ الصحاح ٦/٢٢٢٣.
٢ هو رؤبة بن العجاج التميمي البصري بضم أوله وسكون الواو بعدها موحدة قال عنه ابن حجر: "الراجز المشهور التميمي ثم السعدي لين الحديث فصيح مات بالبادية سنة ١٤٥هـ"
تقريب التهذيب ١/٢٥٣؛ وانظر ترجمته في تهذيب التهذيب ٣/٢٩٠؛ وطبقات الشعراء لابن قتيبة ٢/٥٩٤؛ وطبقات الشعراء للجمحي ٢/٧٦١.
٣ ديوان رؤبة ص١٦٥ ط/ دار الآفاق الجديدة، وانظر الصحاح ٦/٢٢٢٤.
٤ اقتضاء الصراط المستقيم ٢/٨٤٦.
٥ هو أحمد بن موسى الخيالي الرومي قال عنه الشوكاني: "برع في العلوم العقلية وفاق أقرانه ودرس بمدارس الروم وكان دقيق الذهن باهر الذكاء أفحم أكابر علماء عصره بدقائق العلوم ... وله مصنفات منها حواشي شرح العقائد" مات بعد سنة٨٦٠هـ. البدر الطالع؛ وانظر ترجمته في الفوائد البهية ص٤٣.

<<  <   >  >>