للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عليها ١، واتخاذها مساجد ٢، إسراجها ٣، واستقبالها للدعاء ٤.

قال محمد محيي الدين بن محمد الكندهلوي الحنفي: "وأما اتخاذ المساجد عليها فلما فيه من الشبه باليهود باتخاذهم مساجد على قبور أنبيائهم وكبرائهم، ولما فيه من تعظيم الميت وشبه بعبدة الأصنام ... وأما اتخاذ السُرُج عليها، فمع ما فيه من إسراف في ماله المنهي عنه بقوله تعالى: {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً} "سورة الإسراء: الآية٢٧".

ففيه تشبه باليهود، فإنهم كانوا يسرجون المصابيح على قبور كبرائهم وتعظيم للقبور واشتغال بما لا يعنيه ... " ٥.

وقال الألوسي الحنفي: "ولقد رأيت من يبيح ما يفعله الجهلة في قبور الصالحين من إشرافها وبنائها بالجص والآجر وتعليق القناديل عليها والصلاة إليها والطواف بها واستلامها والاجتماع عندها في أوقات مخصوصة إلى غير ذلك...وكل ذلك محادة لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم وإبداع


١ كره الإمام أبو حنيفة البناء على القبر وأن يعلَّم بعلامة.
انظر بدائع الصنائع ١/٣٢٠؛ وتحفة الفقهاء ٢/٢٥٦؛ والمتانة ١/٣٢٠؛ والمتانة ص٣٠١؛ وفتح الملهم ٢/١٢١، ١٢٢، ومعارف السنن ٣/٣٠٥، ٣٠٧؛ وحاشية الطحطاوي على مراقي الفرح ص٣٣٥.
٢ انظر تبيين الحقائق ١/٢٦٤؛ وروح المعاني ١٥/٢٣٧؛ والمرقاة في شرح المشكاة ٢/٢٠٢، والكوكب الدري ١/٣١٦، ٣١٧.
٣ الكوكب الدري ١/٣١٧.
٤ كره أبو حنيفة استقبال قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقت الدعاء.
انظر كتاب التوسل والوسيلة ص٢٩٣؛ وروح المعاني ٦/١٢٥؛ ومجمع الأنهر في شرح ملقتى الأبحر ١/٣١٣.
٥ الكوكب الدري ١/٣١٦-٣١٧.

<<  <   >  >>