للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم القول بها، فإن خالف ذلك بعد ثبوت الحجة عليه فهو كافر بالله تعالى، فأما قبل ثبوت الحجة عليه من جهة الخبر فمعذور بالجهل" ١.

" أن أسماء الله عزَّ وجلَّ وصفاته كلها عندهم توقيفية:

فلا يطلقون على الله شيئا منها إلا بإذن من الشرع، فما ورد من الشرع وجب إطلاقه، وما لم يرد به فلا يصح إطلاقه، قال عبد الرحمن بن قاسم العُتَقي ٢: "لا ينبغي لأحد أن يصف الله إلا بما وصف به نفسه في القرآن" ٣.

وقال السجزي: "قد اتفقت الأئمة على أن الصفات لا تؤخذ إلا توقيفا، وكذلك شرحها لا يجوز إلا بتوقيف ... ولا يجوز أن يوصف الله سبحانه إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم" ٤.

وذلك لأن الإيمان بصفات الله وأسمائه من الإيمان بالغيب، ولا يمكن معرفة الغيب إلا عن طريق الرسل الذين يبلغون وحي الله.

" إثباتهم للصفات إثبات وجود معلوم المعنى مجهول الكيفية:

سئل الإمام مالك عن قول الله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} "سورة طه: الآية٥".


١ ذم التأويل ص١٤٣.
٢ هو عبد الرحمن بن قاسم بن خالد بن جنادة العتقي بضم المهملة وفتح المثناة أبو عبد الله البصري. قال عنه ابن حجر: "الفقيه صاحب مالك ثقة من كبار العاشرة". مات سنة إحدى وتسعين ومائة تقريبا. تقريب التهذيب ١/٤٩٥؛ وانظر ترجمته في تهذيب التهذيب ٦/٢٥٢.
٣ أصول السنة لابن أبي زمنين ١/٢١٢.
٤ كتاب الحرف والصوت ص١٣٩.

<<  <   >  >>