للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فتبين لنا من نصوص الإمام أبي حنيفة المتقدمة أنه يثبت الصفات التي وردت في الكتاب والسنة بدون تكييف ولا تمثيل ولا تعطيل. وإثبات الصفات عنده على هذه الطريقة ليس من التشبيه في شيء. هذا هو ما عليه السلف الصالح، أما ما عدا ذلك فهو من بدع المعطلة والمشبهة.

"و" تقسم الصفات:

أئمة أهل السنة يرون١ أن صفات الله تنقسم إلى قسمين:

أولا ـ صفات ذاتية:

وهي الملازمة للذات الإلهية أزلا وأبدا ولا تتعلق بها المشيئة ٢، كالحياة والعلم والسمع والبصر.

ثانيا ـ صفات فعلية:

وهي التي تتعلق بقدرته في كل وقت وأن تحدث بمشيئته، كالنزول والاستواء والإحياء والإماتة والرضا والغضب ٣.

وهذا التقسيم ذهب إليه الإمام أبو حنيفة. دل على هذا قوله:


١ انظر الأسماء والصفات ص١١٠، والاعتقاد ص٧٠-٧٢ن كلاهما للبيهقي، ومجموع الفتاوى ٦/٩٩، ٦/٢٦٨، واجتماع الجيوش الإسلامية ٣٠٠، والعلو للذهبي ص١٧٤، وممن ذهب إلى هذا التقسيم من المتكلمين أبو الهذيل العلاف من المعتزلة والباقلاني من الأشاعرة. انظر مقالات الإسلاميين ١/١٦٥٤، والتمهيد للباقلاني ص٢٦٢، وكذا قسّم بعض أهل السنة الصفات إلى قسمين سمعية وعقلية يظهر من كلام الإمام أحمد وابن كلاب وعبد العزيز المكي كما صرح بذلك شيخ الإٌسلام في كتاب التدمرية ص١٤٩، ١٥٠.
٢ انظر التمهيد للباقلاني ص٢٦٢؛ ومجموع الفتاوى ٥/٩٩، واجتماع الجيوش الإسلامية ص٣٠٠، والعلو للذهبي ص١٧٤.
٣ انظر مجموع الفتاوى ٦/٦٢٨، ٦/١٧٢ ومجموعة الرسائل والمسائل ١/٣٦٩، وشرح العقيدة الواسطية لهراس ص٩٨، ٩٩ بتصرف.

<<  <   >  >>