للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بربه حيث قال: "أنتم مسؤولون عني فما أنتم قائلون؟ قالوا نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت؟ فرفع أصبعه الكريم إلى السماء قائلا: "اللهم اشهد " ١.

١٠- التصريح بلفظ الأين، كقول أعلم الخلق به وأنصحهم في أمته: "أين الله " ٢.

والقول بالعلو هو اعتقاد الصحابة والتابعين وجميع المسلمين قبل ظهور المبتدعة. قال الأوزاعي: "كنا والتابعون متوافرين نقول: إن الله تعالى فوق عرشه، ونؤمن بما وردت به السنة الصحيحة من صفاته" ٣.

قال ابن تيمية: "وإنما قال الأوزاعي هذا بعد ظهور مذهب جهم المنكر لكون الله عزَّ وجلَّ فوق عرشه، والنافي لصفاته ليعرف الناس أن مذهب السلف كان خلاف ذلك القول" ٤.

وقال عبد الله بن المبارك: "نعرف ربنا بأنه فوق سبع سمواته، على العرش استوى، بائن من خلقه، ولا نقول كما قالت الجهمية" ٥. وأقوال السلف في ذلك كثيرة. ولو ذهبت في إيراد أقوالهم لطال بنا المقام، ولكن أحيل القارئ الكريم إلى كتاب اجتماع الجيوش الإسلامية للعلامة ابن القيم، وكتاب العلو للحافظ الذهبي، فقد نقلا عن أكثر من مائة إمام


١ أخرجه مسلم: كتاب الحج باب صحبة النبي صلى الله عليه وسلم ٢/٨٨٦ ح١٢١٨ من طريق جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله.
٢ تقدم تخريجه ص٢٣٣.
٣ الأسماء والصفات ص٤٠٨؛ وفتح الباري ١٣/٤٠٦.
٤ مجموع الفتاوى ٥/٣٩.
٥ السنة لعبد الله بن أحمد ص١٣؛ والرد على الجهمية للدارمي ص٦٧؛ والأسماء والصفات ص٤٢٧.

<<  <   >  >>