للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سفر، فكنا إذا علونا كبرنا، فقال: اربعوا ١ على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا تدعون سميعا بصيرا قريبا ... " ٢.

٢- وحديث عائشة رضي الله عنها قالت: "قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن جبريل عليه السلام ناداني قال: إن الله قد سمع قول قومك وما ردوا عليك" ٣.

وهاتان الصفتان من صفات الكمال ونعوت الجلال ألا ترى الخليل عليه السلام كما أخبر الله عنه يوبخ أباه بقوله: {لأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً} "سورة مريم: الآية٤٢".

وقال تبكيتا لعباد الأصنام: {قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ} "سورة الشعراء: الآيتان ٧٢،٧٣".

فدل ذلك على أن المودع في الفطر أن من شأن الإله أن يكون سميعا يجيب من دعاه، بصيرا يرى من يعبده٤، فالله لا يعزب عن سمعه مسموع وإن خفي، فيسمع دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء، ويرى كل شيء وإن خفي قريبا أو بعيدا فلا تؤثر على رؤيته الحواجز والأستار" ٥.


١ اربعوا: بهمزة وصل مكسورة ثم موحدة مفتوحة من ربع ـ الثلاثي ـ أي ارفقوا، ولا تجهدوا أنفسكم. انظر فتح الباري ١١/١٨٨.
٢ كتاب التوحيد من صحيح البخاري باب {وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعاً بَصِيراً} ١٣/٣٧٢ ح٧٣٨٦؛ ومسلم في كتاب الذكر والدعاء باب استحباب خفض الصوت بالذكر ٤/٢٠٧٦ ح٢٧٠٤ كلاهما من طريق أبي عثمان عن أبي موسى الأشعري.
٣ كتاب التوحيد من صحيح البخاري باب {وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعاً بَصِيراً} ١٣/٣٧٢ ح٧٣٨٩ من طريق عروة عن عائشة.
٤ انظر العقائد السلفية ص٦٣.
٥ الكواشف الجلية ص١٤٧.

<<  <   >  >>