للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في حال قعوده من غير أن يتغير علمه أو يحدث له علم ولكن التغير والاختلاف يحدثان في المخلوقين" ١.

ورد على غلاة القدرية الذين يقولون: "إن الله لا يعلم أعمال العباد حتى يعملوها" ٢.

حيث قال: "وكان الله تعالى عالما في الأزل قبل كونها"٣.

وقرر الطحاوي هذا الرد في بيان اعتقاد أهل السنة والجماعة على مذهب أبي حنيفة وصاحبيه حيث قال:

"لم يخفَ عليه شيء قبل أن يخلقهم، وعلم ما هم عاملون قبل أن يخلقهم" ٤.

وقد علم الله تعالى فيما لم يزل عدد من يدخل الجنة، وعدد من يدخل النار جملة واحدة، فلا يزاد في ذلك العدد ولا ينقص" ٥.

وقال: "خلق الخلق بعلمه" ٦.

وما يعتقده الإمام في صفة العلم هو ما دلت عليه الأدلة من كتاب الله كقوله تعالى: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} "سورة الأنعام: الآية٥٩".


١ الفقه الأكبر ص٣٠٢، ٣٠٣.
٢ انظر الفرق بين الفرق ص١١٤-١١٦، والملل والنحل ١/٤٥، ومجموع الفتاوى ٧/٣٨١.
٣ الفقه الأكبر ص٣٠٢.
٤ العقيدة الطحاوية بتعليق الألباني ص٢١.
٥ العقيدة الطحاوية بتعليق الألباني ص٣١.
٦ العقيدة الطحاوية بتعليق الألباني ص٢١.

<<  <   >  >>