للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقرَّر هذا الطحاوي في بيان اعتقاد أهل السنة والجماعة على مذهب أبي حنيفة وصاحبيه، حيث قال: "والإيمان هو الإقرار باللسان والتصديق بالجَنان" ١.

أدلة الإمام أبي حنيفة:

استدل الإمام أبي حنيفة على مذهبه بما يلي:

أولا: أنه في كثير من الأوقات يرتفع العمل عن المؤمن، ولا يجوز أن يقال ارتفع عنه الإيمان ٢.

ثانيا: أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا الناس إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله والإقرار بما جاء به من الله تعالى، وكان الداخل في الإسلام مؤمنا بريئا من الشرك ثم نزلت الفرائض بعد ذلك على أهل التصديق٣.

ثالثا: أن المضيِّع للعمل ليس مضيِّعا للتصديق؛ فلو كان المضيِّع للعمل مضيعا للتصديق لانتقل من اسم الإيمان بتضييعه للعمل ٤.

رابعا: أن الهدى في التصديق ليس كالهدى في الأعمال، قال الإمام أبو حنيفة: "إن الهدى في التصديق بالله ورسوله ليس كالهدى في ما افترض من الأعمال" ٥.

هذا ما استدل به الإمام أبو حنيفة. أما أصحابه فاستدلوا بما هو آت:


١ العقيدة الطحاوية بتعليق الألباني ص ٤٢.
٢ كتاب الوصية مع شرحها ص٦.
٣ رسالة أبي حنيفة إلى عثمان البتي ص٣٥.
٤ رسالة أبي حنيفة إلى عثمان البتي ص٣٥.
٥ رسالة أبي حنيفة إلى عثمان البتي ص٣٥.

<<  <   >  >>