للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فلا يشك عاقل أن تصديق الأنبياء والملائكة أقوى من تصديق عامة البشر كما صرح بذلك بعض الحنيفة ١.

وأما قوله: "ودين أهل السماء ودين الرسل واحد".

فالجواب عنه: أن مسائل الدين التفصيلية والأحكام التكليفية ليست كلها مشتركة بيننا وبين الملائكة بل ليست مشتركة بين أتباع سائر الأنبياء، بل ولا بين أتباع الرسول الواحد.

وأما قوله تعالى: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ... } .

فالمراد منها أن حقيقة دين الرسل واحدة وأصله واحد وهو عبادة الله وحده لا شريك له وطاعته في أمره ونهيه، وأما تفاصيل الشرائع فمعلوم أنها مختلفة كما قال تعالى: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً} ٢ " سورة المائدة: الآية٤٨".

"ب" الجواب عن أجوبة أصحاب أبي حنيفة:

الدليل الأول:

"إن الأعمال تشارك الإيمان في اسم الطاعة والعبادة دون اسم الإيمان ... ".

الجواب عنه:

يقال: هذا مبني على أن الأعمال ليست داخلة في مسمى الإيمان


١ كالألوسي في روح المعاني ٩/١٦٧؛ والقاري في شرح الفقه الأكبر ص١٢٧.
٢ تفسير القرآن العظيم ٦/١٩٢.

<<  <   >  >>