للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأما المعقول الصريح فلا يشك عاقل في أن إيمان الصديقين أقوى من إيمان غيرهم، فلا تعتريهم الشبهة ولا يتزلزل إيمانهم بعارض، وأما غيرهم من المؤلفة قلوبهم فليسوا كذلك ١، ويؤيده أن كل أحد يعلم أن ما في قلبه يتفاضل حتى إنه يكون في بعض الأحيان أعظم يقينا وإخلاصا وتوكّلا منه في بعضها ٢.

وبهذا سلم بعض المنصفين من الأشاعرة والماتريدية، كابن اللبان ٣ والرازي والبغدادي والإيجي والجرجاني ٤ والباقلاني.

قال الإيجي: "والحق أن التصديق يقبل الزيادة والنقصان من وجهين:

الأول: القوة والضعف ...

الثاني: التصديق التفصيلي في أفراد ما علم مجيئه به جزء من الإيمان، يثاب عليه ثوابه على تصديقه بالإجمال، والنصوص الدالة على قبوله لهما" ٥.


١ انظر المنهاج شرح صحيح مسلم ١/١٤٨، ١٤٩٨، وفتاوى الإمام النووي المسماة بالمسائل المنثورة ص٣٠٤.
٢ فتح الباري ١/٤٦، ٤٧.
٣ هو عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أحمد الأصبهاني. قال عنه الخطيب: "المعروف بابن اللبان أحد أوعية العلم ومن أهل الدين والفضل ... سمعنا منه وله كتب كثيرة مصنفة وكان من أحسن الناس تلاوة للقرآن ومن أوجز الناس عبارة في المناظرة مع تدين جميل وعبادة كثيرة وورع بيّن" مات سنة "٤٤٦هـ. تاريخ بغداد ١٠/١٤٤. وانظر ترجمته في المنتظم "١٦٢٨"، وسير أعلام النبلاء ١٧/٦٥٣.
٤ انظر أصول الدين للبغدادي ص٢٥٢؛ والمواقف ص٣٣٨؛ وشرح المواقف ٨/٣٣١؛ وتحفة المريد ص٥١؛ والإيمان للقاضي أبي يعلى ص٣٣٩؛ والإنصاف ص٥٨؛ والمحصل للرازي ص٢٣٩.
٥ المواقف ص٣٨٨.

<<  <   >  >>