للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهذا الشافعي يقول: "إذا وجدتم في كتابي خلاف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولوا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعوا ما قلت"، وفي رواية: "فاتبعوها ولا تلتفتوا إلى قول أحد ... "١.

وهذا الإمام أحمد يقول: "من رد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو على شفا هلكة ... " ٢. ويقول: "لا تقلدني ولا تقلد مالكا ولا الشافعي ولا الأوزاعي ولا الثوري وخذ من حيث أخذوا ... "٣.

تلك أقوال الأئمة رضي الله عنهم في الأمر بالتمسك بالسنة والنهي عن مخالفتها، ومع ذلك فقد تعصب بعض الناس للأئمة وخاصة للإمام أبي حنيفة حتى قاربوا به منازل النبيين والمرسلين، فزعموا أن التوراة بشَّرت ٤ به وأن محمدا صلى الله عليه وسلم ذكره باسمه وبيّن أنه سراج أمته ٥، ونعتوه


١ كتاب مسألة الاحتجاج بالشافعي ص٧٢؛ ومناقب الشافعي ١/٤٧٢، والرواية الأخرى لأبي نعيم في الحلية "٩/١٠٧".
٢ شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة ٣/٤٣٠.
٣ إعلام الموقعين ٢/٢٠١؛ وانظر مسائل أبي داود ص٢٧٧؛ وإيقاظ الهمم ص١١٣.
٤ روى المكي في مناقب أبي حنيفة ص ٢٠ عن عبد الكريم بن مسفر أنه قال: "سمعت جماعة من أهل العلم يقولون: مكتوب في التوراة صفة كعب الأحبار والنعمان بن ثابت ومقاتل بن سليمان"، وأورده الكَرْدي ص ٤١.
٥ من ذلك زعم بعضم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "سيكون في أمتي رجل اسمه النعمان وكنيته أبو حنيفة هو سراج أمتي هو سراج أمتي هو سراج أمتي ". أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد ١٣/٣٥٥،٣٣٦؛ وأورده ابن حجر في اللسان ٥/١٧٩، والسيوطي في اللآلئ ١/٤٥٧، واستدل بعض الحنفية به على فضل أبي حنيفة، انظر مناقب المكي ص ١٥، والدر المختار على الرد المحتار ١/٥٢.
قال الخطيب: "هو حديث موضوع تفرد بروايته البورقي وقد شرحنا فيما تقدم ـ قلت: يشير إلى ما ذكره في ترجمة محمد بن سعيد البورقي ٥/٣٠٩، ٣١٠ ـ ثم قال: حدثت عن الحاكم أنه قال: هذا البورقي قد وضع المناكير على الثقات =

<<  <   >  >>