للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تقتلوا أولادكم ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم ولا تعصوا في معروف، فمن وفّى منكم فأجره على الله ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب في الدنيا فهو كفارة له ومن أصاب من ذلك شيئا ثم ستره الله فهو إلى الله إن شاء عفا عنه وإن شاء عاقبه" ١.

وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله يدني المؤمن فيضع عليه كنفه ويستره فيقول أتعرف ذنب كذا أتعرف ذنب كذا فيقول نعم أي رب حتى إذا قرره بذنوبه ورأى في نفسه أنه هلك قال سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم فيعطى كتاب حسناته. وأما الكافر والمنافق فيقول الأشهاد: {هَؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} "سورة هود: الآية١٨"٢.

وأدلة الكتاب والسنة جميعها متضافرة على تقرير ذلك، ولقد بوّب البخاري باب المعاصي من أمر الجاهلية، ولا يكفر صاحبها بارتكابها إلا بالشرك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إنك امرؤ فيك جاهلية " ٣.


١ أخرجه البخاري كتاب الإيمان باب علامة الإيمان حب الأنصار ١/٦٤ ح"١١". ومسلم كتاب الحدود باب الحدود كفارا لأهلها ٣/١٣٣٣ ح"١٧٠٩". كلاهما من طريق أبي إدريس عائذ الله بن عبد الله عن عبادة بن الصامت.
٢ أخرجه البخاري كتاب المظالم باب قول الله تعالى: {أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} ٥/٩٦ ح"٢٤٤١"، ومسلم كتاب التوبة باب قبول توبة القاتل ٤/٢١٢٠ ح"٢٧٦٨"، كلاهما من طريق صفوان بن محرز عن ابن عمر.
٣ رواه البخاري في كتاب الإيمان، باب المعاصي من أمر الجاهلية ١/٢٠، ومسلم في الأيمان والنذور، باب إطعام المملوك، ٣/١٢٨٢، رقم الحديث: ١٦٦١، من طريق المعرور عن أبي ذر.

<<  <   >  >>