للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله تعالى حكاية عن يونس: {لا إِلَهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} "سورة الأنبياء: الآية٨٧".

وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون فإذا نسيت فذكروني" ١.

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو بهذا الدعاء: " اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي جدّي وهزلي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي ... " ٢.

قال ابن جرير في تفسير قوله تعالى وعصى آدم ربه فغوى: "خالف أمر ربه فتعدّى إلى ما لم يكن له أن يتعدى عليه من الأكل من الشجرة التي نهاه عن الأكل منها، ثم اصطفاه ربه من بعد معصيته إياه، فرزقه الرجوع إلى ما يرضى عنه، والعمل بطاعته، وذلك هو كانت توبته التي تابها عليه وهداه للتوبة ووفقه لها" ٣.

ثم هذا الرأي رأي وسط بين الآراء المذكورة فمن ادّعى امتناع الذنوب على الأنبياء مطلقا فقد أفرط، ومن منع عصمة الأنبياء من الذنوب جميعا فقد فرّط، والحق دائما وسط فلا إفراط ولا تفريط.


١ أخرجه البخاري كتاب الصلاة باب التوجه نحو القبلة حيث كان ١/٥٠٣، ح٤٠١؛ ومسلم كتاب المساجد باب السهو في الصلاة ١/٤٠٠، ح٥٧٢ كلاهما من طريق إبراهيم بن علقمة عن عبد الله بن مسعود.
٢ أخرجه مسلم كتاب الذكر والدعاء باب التعوذ من شر ما عمل ومن شر ما لم يعمل ٤/٢٠٨٧ ح٢٧١٩ من طريق أبي بردة بن أبي موسى الأشعري عن أبي موسى الأشعري.
٣ جامع البيان ١٣/٢٢٤.

<<  <   >  >>