للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تلجه، قال السائل: أخبرني عن القدر قال: سر الله فلا تكلّفه" ١.

وكذا سئل ابن عمر عن القدر: فقال: "شيء أراد الله عزَّ وجلَّ ألا يطلعكم عليه؛ فلا تريدوا من الله عزَّ وجلَّ ما أبى عليكم" ٢.

وقال وهب بن منبه: "نظرت في القدر فتحيرت، ثم نظرت فتحيرت، ووجدت أعلم الناس بالقدر أكفهم عنه، وأجهل الناس بالقدر أنطقهم فيه" ٣.

وجاء رجل إلى الإمام أبي حنيفة يجادله في القدر فقال له: "أما علمت أن الناظر في القدر كالناظر في عين الشمس كلما ازداد نظرا يزداد تحيّرا" ٤.

وقرر هذا الطحاوي في بيان اعتقاد أهل السنة والجماعة على مذهب أبي حنيفة وصاحبيه حيث قال: " وأصل القدر سر الله تعالى في خلقه، لم يطلع على ذلك ملك مقرب ولا نبي مرسل، والتعمق والنظر في ذلك ذريعة الخذلان، وسلَّم الحرمان ودرجة الطغيان، فالحذر كل الحذر من ذلك نظرا وفكرا ووسوسة، فإن الله تعالى طوى علم القدر على أنامه، ونهاهم عن مرامه كما قال تعالى في كتابه: {لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} "سورة الأنبياء: الأنبياء٢٣".


١ شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة ٢/٦٢٩، وكتاب الشريعة ص٢٤٠.
٢ الشريعة ث٢٣٥ والإبانة لابن بطة ٢/٤٠٨.
٣ شرح الفقه الأكبر للقاري ص٦٩.
٤ قلائد عقود العقيان "ق٧٧ب".

<<  <   >  >>