للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإجماع الأمة على فضله ١. بعد الثلاثة وأنه أحق بالأمر من كل من سواه.

وأجمعت الأمة من بعد الصحابة على ما ذكروا من إمامة الخلفاء الراشدين وترتيبهم، ما خلا الرافضة، ولا عبرة بخلافهم.

وخلافة الخلفاء الراشدين كلهم خلافة نبوة، يدل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: "خلافة النبوة ثلاثون سنة ثم يؤتي الله ملكه من يشاء" ٢.

فمن طعن في خلافة أحد منهم فهو أضل من حمار ٣ أهله. يدل على ذلك ما قرره الطحاوي في بيان اعتقاد أهل السنة والجماعة على مذهب أبي حنيفة وصاحبيه ٤ حيث قال: "ونثبت الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أولا لأبي بكر رضي الله تفضيلا وتقديما على جميع الأمة، ثم لعمر بن الخطاب رضي الله عنه، ثم لعثمان رضي الله عنه، ثم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهم الخلفاء الراشدون والأئمة المهتدون" ٥.

وكذا قرره شيخ الإسلام ابن تيمية حيث قال: "وعلماء السنة كلهم مالك وأصحابه، والأوزاعي وأصحابه، والشافعي وأصحابه، وأحمد بن حنبل وأصحابه، وأبو حنيفة وأصحابه، وغير هؤلاء كلهم يحب الخلفاء


١ فتح الباري ٧/١٦؛ وشرح العقائد النسفية ص١٥١؛ والبداية ص١٠٤.
٢ أخرجه أحمد في المسند ٥/٤٤؛ وأبو داود كتاب السنة في الخلفاء ٥/٣٠؛ والحاكم في المستدرك ٣/٧١؛ جميعهم من طريق عبد الرحمن بن أبي بكر عن أبيه، قال الحاكم على أثره: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه".
٣ العقيدة الواسطية مع شرحها التنبيهات اللطيفة ص٩٣.
٤ مجموع الفتاوى ٣/١٥٣.
٥ العقيدة الطحاوية بتعليق الألباني ص ٥٧.

<<  <   >  >>