للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإن كنت شاباً، قلت: ليس في العلوم شيء أنفع من هذا. فلزمت الفقه وتعلمته" ١.

هذه الحكاية تصور الإمام طالب رئاسة أو دنيا، وهذا يتنافى مع ورعه وزهده وانصرافه عنها، والصحيح في نظري أنه اتّجه أول ما اتّجه إلى تعلُّم النحو، كما روى ذلك الخطيب البغدادي في تاريخه ٢ ثم تحول إلى علم الكلام وأخذ منه نصيبا وافرا، حتى بلغ فيه مبلغا يشار إليه بالبنان، ثم انتقل بعد ذلك إلى علم الفقه، وانصرف إليه بكليته، واتصل بحماد بن أبي سليمان يأخذ عنه، ولازمه ثماني عشرة سنة ٣. ولعله كان مع ملازمته لشيخه حماد يأخذ من مشايخ وقته ما امتازوا به، فأخذ علم التفسير عن عكرمة مولى ابن عباس، ومحمد بن المنكدر وسمع الحديث من هشام بن عروة، ومحارب بن دثار السدوسي الكوفي.

٢- شيوخه

أدرك الإمام بعض الصحابة٤ في صغره، لكنه لم يجد في حال


١ تاريخ بغداد ١٣/٣٣١، ٣٣٢، ورواها الذهبي من طريق الخطيب في سير أعلام النبلاء ٦/٣٩٥-٣٩٧، بلفظ متقارب، ورواها الصيمري عن أبي يوسف مختصرة. انظر أبا حنيفة ص٥.
٢ ١٣/٣٣٢.
٣ تاريخ بغداد ١٣/٣٣٣.
٤ كأنس بن مالك. تاريخ بغداد ١٣/٣٢٤، وقد ادعى بعض كتاب المناقب أنه رأى عدة من الصحابة وسمع منهم. انظر أخبار أبي حنيفة ص٤، ٥؛ ومناقب أبي حنيفة للمكي ص٢٧-٣٧، ومناقب أبي حنيفة للكردي ص٨/٢٥، وشرح مسند أبي حنيفة للقاري ث٥٨٢.

<<  <   >  >>